الأحد، 15 أغسطس 2010

خبراء: البحث العلمي في مصر عشوائي





أكد أكاديميون وعلماء مصريون أن مصر لا يوجد بها بحث علمي جاد؛ حيث يفتقد البحث العلمي المصري أي خطط عمل، كما تشغل الأعمال الإدارية العلماء بشكل واضح، وأضافوا أن مصر بها أكثر من 130 ألف حاصل على الدكتوراه، بنسبة أكبر من الموجودة في أمريكا، مؤكدين أن حرب عام 1967 كان أحد أسبابها قرب وصول الباحثين المصريين إلى نتائج لعمل مناظير للدبابات تتمكن بواسطتها من الرؤية ليلاً، وكذلك بدء عمل نظائر للأنظمة لزجاجية المعقدة.

وأضاف الخبراء في ندوة (أزمة البحث العلمي في مصر)، التي عقدت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أن الفقر المادي والفكري وغياب المنظومة والتعاون بين الأفراد والهيئات المصرية، وتسييس البحث العلمي هي الأسباب الرئيسة لتلك الأزمة.

وقال الدكتور أحمد شفيق- أستاذ الجراحة الشهير- إن حالة البحث العلمي في مصر تدعو للأسف؛ بسبب ضآلة الميزانية المخصصة له، الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرة الباحثين على إنجاز أعمالهم بشكل جيد، فضلاً عن سعيهم الدؤوب وراء مصادر الرزق التي تتيح لهم عيشًا كريمًا.. بعكس ما يحدث في العالم كله؛ حيث يتم تفريغ الباحثين تمامًا للبحث العلمي، مشددًا على خطورة هجرة العلماء إلى دول أخرى تحتضنهم وتحقق جميع أهدافهم، مما يفرغ مصر من كفاءاتها.

ودعا الدكتور مجدي محب الدين- أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث- إلى عدم تسييس البحث العلمي المصري، وأن تكون أهدافه راقية، وأن يتم اختيار قيادات المؤسسات البحثية بعيدًا عن الاعتبارات السياسية، كما دعا إلى الاهتمام بالعلماء ماديًا ومعنويًا؛ لأن الإنسان هو العنصر الأهم في نجاح منظومة البحث العلمي.

ومن جانبه دعا الدكتور عبد الباسط محمد سيد- رئيس قسم الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث- إلى عدم التقليل من كفاءة العلماء المصريين، أو السعي لاستيراد الخبرة الأجنبية دون داعٍ.














وأشار إلى مشكلة حدثت في أحد مصانع أقلام الرصاص؛ حيث كانت الأقلام تُقصف بمجرد الكتابة بها، وقرر المسئولون الاستعانة بخبير أجنبي لدراسة المشكلة وحلها، وكان من المقرر أن يحصل على 3 آلاف دولار يوميًا، فضلاً عن الإقامة في أرقى فنادق القاهرة، إلا أن أحد المتخصصين المصريين تمكَّن من الوصول إلى سبب تلك المشكلة، حين اكتشف ارتفاع نسبة الرطوبة في المواد الخام التي تُصنع منها تلك الأقلام، وتم حل المشكلة ببساطة، إلا أن أحدًا لم يهتم بهذا العالم المصري كما لم يتم منحه أية مكافاة!!.


واستنكر الدكتور عبد الباسط عدمَ تحديد المشكلات التي تعانيها مصر حتى يتم الوصول إلى حلولٍ علمية لها، مؤكدًا على أهمية البحث العلمي في زيادة الاستثمار، لافتًا إلى قيام إحدى الشركات المصرية بإنفاق 5 مليار جنيه على البحث العلمي لتطوير منتجاتها، إلا أنها عوَّضت هذا المبلغ نتيجة بيع منتجين فقط.