الاثنين، 16 أغسطس 2010

خبراء :









التدريس بالإنجليزية من الحضانة إلى الجامعة مؤامرة تستهدف

حذر الدكتور إمام حنفي سيد عبد الله أستاذ الفلسفة الإسلامية من الاتجاه السائد حاليا من استبعاد اللغة العربية خاصة في الحضانة وجعل اللغة الأجنبية هي لغة التعليم الأولي من الحضانة إلي الجامعة.


ولفت إلي أن هذا من شأنه جعل اللغة العربية غريبة في وطنها أو لغة التعليم للمواطنين من الدرجة الثانية وضرب هوية أبناءنا وانتماؤهم العربي في مقتل.


وأضاف أمام المؤتمر السادس عشر للجمعية المصرية لتعريب العلوم الذي عقد تحت عنوان (مسيرة تعريب العلوم : الأمل والعمل) بأن هذا الوضع سيخلق أوضاعا اجتماعية طبقية تهدد السلم الاجتماعي حيث سيكون لدينا خريج للجامعات الأجنبية أمامه فرص العمل وارتقاء المناصب العليا وخريج لجامعة تدرس بالعربية يجد الأبواب موصدة أمامه .


وشدد علي أن التعليم باللغة القومية يلعب دورا مهما في ترسيخ الهوية وقيم الانتماء الوطني وهذا ما تشير إليه البحوث فالإحساس القومي لدي الإسرائيليين الذين يدرسون بلغتهم العبرية منذ الحضانة حتى نهاية التعليم الجامعي يتمتعون بحس قومي عال وانتماء كبير لدولتهم .


ولفت إلي إنه علي النقيض من ذلك سيكون أبناؤنا الذين تربوا علي اللغات الأجنبية ولم يتقنوا لغتهم القومية وثقافتها بلا انتماء قومي لوطنهم ولامتهم العربية الإسلامية .
ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الحافظ حلمي العميد الأسبق لكلية العلوم جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لتعريب العلوم انه من الضروري صدور قرار سياسي يجعل تعريب لغة التعليم في مصر واجبا فالتعريب أصبح ضرورته ملزمة ومنفعته مؤكدة والاعتراضات عليه تم تفنيدها وان التسويفات التي تطرح هي تسويفات مفتعلة .


وطالب حلمي المجلس الاعلي للجامعات في مصر إصدار قرار يلزم أساتذة الجامعات بالتدريس باللغة العربية إعمالا للوائح الجامعية المعطلة في هذا الشأن خاصة بعد أن تبين أن الطلاب والأساتذة علي السواء لايتقنون الحديث باللغة الانجليزية وان استخدام الانجليزية في التعليم يقلل نسبة استيعاب الطلاب للمادة العلمية وبالتالي يؤخر مستواهم العلمي والمهني .


جامعاتنا خارج المنافسة عالميا


وقال الدكتور محمد يونس الحملاوي أستاذ الحاسبات بكلية الهندسة جامعة الأزهر والأمين العام للجمعية المصرية لتعريب العلوم إن جميع الأمم تدرس العلوم الطبية والهندسية بلغاتها القومية حتى إسرائيل تدرس العلوم في جامعاتها باللغة العبرية التي كانت لغة ميتة .


واشار إلي أنه من المفارقات المحزنة ان يكون لاسرائيل التي تدرس العلوم في جامعاتها بلغتها العبرية ثلاث جامعات تم تصنيفها ضمن أفضل خمسمائة جامعة علي مستوي العالم في حين عجزت الجامعات المصرية جميعها التي يصر أساتذتها علي التدريس بغير العربية من أن تكون من بينها ولو جامعة واحدة مصرية او عربية ضمن هذا التصنيف الدولي لأفضل جامعات العالم .


ونبه إلي أننا الوحيدون الذين نسبح ضد التيار بالتدريس بغير لغتنا القومية في جامعاتنا مؤكدا إننا لن نستعيد دورنا الحضاري ونتجاوز التخلف إلا بالعودة للغتنا العربية لتكون هي لغة التعليم في مراحل التعليم المختلفة خاصة الجامعي .
وتساءل إذا كان المتمسكون بالتدريس باللغة الانجليزية يقولون أنها لغة العلم والحضارة المعاصرة فماذا سيفعلون في عام 2020 عندما تصبح الصينية هي لغة العلم الأولي في العالم كما يؤكد ذلك عدد من الدراسات ؟؟. وكشف النقاب عن أن الدراسات الحديثة التي أجريت على نتيجة امتحان المجلس الطبي للأطباء الأجانب فى أمريكا (الذي يعطي الترخيص بمزاولة مهنة الطب للاطباء غير الامريكين ) أشارت إلى أن الأطباء الذين درسوا بالعربية (كما حالة سوريا) قد حصلوا على معدل علامات أعلى من المتوسط العام للأطباء المتقدمين للامتحان من مختلف أنحاء العالم.


ويواصل الحملاوي قائلا : كما أن دراسات أخري حديثة تشير إلى أن التفوق كان من نصيب الدارسين باللغة القومية فى المرحلة قبل الجامعية والمرحلة الجامعية على حد سواء، وأن سرعة القراءة باللغة العربية تزيد عن سرعة قراءة نفس المادة باللغة الإنجليزية بنسبة ثلاثة وأربعين بالمائة


استبعاد العربية من اسباب تخلفنا


وأضاف بأن الدراسات أكدت أيضا أن مدى الاستيعاب لنص بالعربية لدي الطلاب يزيد عن مدى الاستيعاب النص بالإنجليزية بنسبة خمسة عشر بالمائة. وهذا يعنى أن التحسن فى التحصيل العلمى فى حالة الدراسة بالعربية يزيد عن حالة الدراسة بالإنجليزية بنسبة ستة وستين بالمائة.


وشدد علي أن قضية التعريب قضية ترتبط عضويا بقضية التنمية مؤكدا أنه لن تكون هناك تنمية حقيقية بدون استخدام لغتنا القومية كلغة للتعليم مع استخدام تقنيات المعلومات بصورة علمية تتضمن النظرة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وتتعدى صورة ما نشاهده من ممارسات غير علمية فى العديد من برامج التعليم.














ومن جانبها شنت المترجمة نجوى فوزي عضو جمعية المترجمين العربية هجوما حادا علي مدارس اللغات وأقسام بعض الكليات التي تدرس مناهجها بالانجليزية معتبرة إن انتشار تلك المدارس وتلك الأقسام بهذا الشكل الهستيري ما هو الامؤامرة علي اللغة العربية ومخطط للقضاء عليها واستبعادها من مجال التعليم ومن الحياة وهي جريمة في حق هوية أبناءنا والأجيال القادمة .


ولفتت إلي أن تدريس اللغات الأجنبية في سن الحضانة جريمة أخري لان الطفل في هذه السن سيحدث لديه تشوشا لغويا كما يقول التربويون وعلي رأسهم الدكتور حامد عمار شيخ التربويين العرب .


كما ان الدراسات كشفت أيضا أن بعض الأطفال المصريين من الملتحقين بالحضانات التي تدرس باللغات الأجنبية يكتبون العربية من اليسار إلي اليمين وأحيانا بحروف انجليزية وهذه كارثة بكل المقاييس .


وأكدت أن التعريب لايعني العداء للغات الأجنبية وأنه من الضروي تعليم الطلاب اللغات الأجنبية ولكن بعد أن يتقنوا لغتهم القومية وهذا ما تفعله كل دول العالم المتقدم التي لاتدرس اللغات الأجنبية لابناءها إلا بعد أن يتقنوا لغتهم القومية أي بعد سن الحادية عشر وليس في سن الحضانة كما نفعل نحن لافتة إلي ان ما نقوم به من تعليم اطفالنا في سن الحضانة اللغات الاجنبية سيؤدي إلي تعريض هويتهم العربية للخطر الداهم.