الجمعة، 29 أكتوبر 2010


 لغتنا الدارجة

عشوائية القرارات

أتمنى أن نكون دولة ترسم سياسات و استراتجيات لا أن تفرض أراء شخصية أو تصرفات فردية يجب علينا أن نسعى جاهدين من اجل قضايانا و إن كانت قضية البيروقراطية تكلفنا وقتا طويلا و مالا كثيرا , كما أنها تعرقل بقوة الابتكارات و النشاط الاقتصادي .
ما نريده هو تخفيف الأعباء البيروقراطية التي تحولت إلى شبكة عنكبوتيه تعرقل نمو المجتمع و تطوره و تكبده خسائر فادحة .
فماذا بعد أن محيت أثارا العيب و الحرام من مفردات قاموسنا ؟
فهل أصبح الفساد نوعا من فن الإدارة العصرية بمعزل عن كل قيمة أخلاقية ؟
افزعنى حريق شركة الاسكندرية للبترول و الذي لن يكون الأخير ! فالحوادث المتكررة التي شهدتها مصر على مدى السنوات الأخيرة بدءا من حريق قطار الصعيد و غرق عبارة السلام و وصولا لحادث مجلس الشورى و المسرح القومي و المنشية بالإسكندرية و الشرابية وخلافة وأخيرا حريق شركة الاسكندرية للبترول .
مثل هذه الحوادث تحمل الكثير من التداعيات للاقتصاد المصري خاصة لما تمثله من استنزاف مباشر لموارد الدولة , فضلا عما تتركه مثل هذه الأزمات و أساليب إدارتها من انطباعات سلبية في الخارج , و تدور الشكوك حول مدى توافر البيئة الآمنة للاستثمارات فمثل هذه الحوادث تعمل على تراجع تدفق الاستثمارات إلينا من جراء شعور المستثمر بعدم وجود درجة كافية من الأمان للتعامل مع الأزمات و الكوارث , مما يؤدى الى تراجع الدخل القومي.
لأن هذه الحوادث تعد أكبر دليل على الإهمال و القصور في إدارة المرافق العامة و غياب المنهج العلمي السليم في إدارة الأزمات و عدم إتباع الأساليب العلمية في تأمين المنشآت أم هناك تجاهل في تأمين المرافق أم أننا نعانى عشوائية في اتخاذ القرارات ؟
يجب علينا كشف المفسدين وفضحهم امام الرأى العام .. الفساد سرى واستشرى وتغلغل كالاخطبوط فى مختلف مؤسسات الدولة واجهزتها مع تراجع منظومة القيم والاخلاق التى تحكم سلوك الفرد والمجتمع .
بعد ان ماتت الضمائر وفسدت الذمم وانعدمت الرقابة الذاتية .. مما ادى الى اختلاط الغث بالسمين وانتشار الرشوة والسلب والنهب للمال العام دون وجود رقيب او مساءلة . محاربة الفساد والمفسدين اكبر بكثير من مقدرتنا على مواجهتة .
                                       
عاطف طلب