الجمعة، 29 أكتوبر 2010

ش


في مناقشة كتابها الصادر حديثا
خبيرة تنمية تحذر من خطر المناطق العشوائية


تأوي المناطق العشوائية في مصر ما يزيد عن 17 مليون مواطنا ، وهي تثير الإحباط في نفوس سكانها والسخط أيضا وتستلزم وقفة متأنية أمامها . كان هذا هو محور كتاب "التحضر العشوائي" للدكتورة جليلة القاضي مدير الابحاث بالمعهد الفرنسي للبحوث من أجل التنمية ، والذي صدر عن دار "العين" للنشر بالتعاون مع المركز القومي للترجمة .
يعرف الكتاب العشوائيات بأنها مناطق سكنية نشأت على تخوم المدن، غالبًا في أراضٍ زراعية غير مسموح البناء عليها بدون تصريح أو تخطيط. متدنية المواصفات العمرانية والإنشائية والمعمارية والبيئية. شوارعها ضيقة لا تسمح بسيولة الحركة، كثافتها البنائية عالية تمنع الإضاءة والتهوية الطبيعية والعزل الصوتي. جيدة كمبان، وخَرِّبة كطريقة إنشاء في أغلب الأحيان.. فقيرة كتصميم وكمظهر معماري، وفقيرة كخدمات ومرافق، ولا توازن بين ما هو مكشوف وما هو مبني، ولا مكان لحديقة أو أية مساحة خضراء أو أماكن ترفيهية. مما يجعل تلك المناطق وبحق "تابوتًا للنفس" محبطة للسكان ومحركة لسخطهم وعاملاً أساسيًا يدفعهم للهروب من واقعهم المرير إلى ماضٍ مثالي في عالم آخر.
وقالت صاحبة دار "العين" للنشر في تقديمها لندوة مناقشة الكتاب ، أنه يعد العمل الأول باللغة العربية في مصر عن العشوائيات ،وذلك بعد ترجمته من الفرنسية للعربية بمساعدة المترجمة منحة البطراوي. وأوضحت أن المؤلفة كاتبة تهوى العمارة والحجر واللون والبناء في مكانه الصحيح ، كما تستعين في كتبها بصور التقطها بنفسها او تلك التي استعانت فيها بمصور محترف .
وهذا الكتاب هو ثالث كتب المؤلفة وسبقه كتابان هما : ""رشيد .. النشأة، الازدهار، الانحسار" وبالإنجليزية "العمارة الجنائزية فى القاهرة".
حقائق عن العشوائيات


تحدثت د. جليلة عن كتابها موضحة بداية أن المناطق العشوائية تنقسم إلى نوعين ، أولها نشأت على أراضي صحراوية وتملكها الدولة وتمثل 4 % من جملة المناطق في مصر مثل منطقة "منشأة ناصر" "عزبة الهجانة" ، اما النوع الثاني فنشأ على أرض زراعية وتمثل الغالبية العظمى .
ولا يوجد تجانس بين سكان هذه المناطق ، فدائما القاطنين على أطرافها لهم ميزة أكبر ممن يسكنون بداخلها ، ويلاحظ أن هذه المناطق بنيت من مواد صلبة بها هياكل خرسانية وتحاكي الإسكان العادي ولكن مع اختلاف مواصفاتها من حيث ضيق المساحات والإضاءات ورداءة التهوية .
نشأت هذه المناطق كنتيجة لطرد سكان يقطنون بمنطقة سكنية عادية بعد أن أصبحوا بلا مأوى ، في حالات مثل حدوث زلزال او سقوط منازلهم ، وهي مساكن غير مهمشة ولا سكانها حيث يتقاضون دخولا ثابتة عن وظائف يمارسونها ، وتكمن مشكلة هذه المناطق في تحويلها من مناطق زراعية لمناطق سكنية .
المناطق العشوائية


وفي ظل هذه العشوائيات زاد عدد المنتفعين ومنهم شركات الإعمار التي بنت هذه المساكن ومنهم الفلاح الذي يحول أرضه الزراعية لعمارة سكنية ، وفي البداية تكون أسعار الشقق متوافقة مع متوسطي الدخل ولكن بعدها تزداد . كما أن هذه المناطق تهدد البيئة لأن مساحة الرقعة المزروعة في مصر ليست كبيرة من الأساس وهذه المساكن تتعدى على الأراضي الزراعية ، وجميعنا يعلم عواقب ذلك الاقتصادية أيضا .
وبات من الصعب على الدولة أن تقضي على ظاهرة المساكن العشوائية المتزايدة ، وللعلم فإن فكرة مساكن العشوائيات تقوم على المضاربة العقارية اعتمادا على الريع العقاري ، حيث يعتمد صاحب الأرض على ارتفاع قيمة الأرض التي تتحول من زراعية لمباني .