السبت، 7 أغسطس 2010

افيقوا يا عرب !


كنت اود ان استبشر بما هو آت من احلام وامنيات وآمال .
كنت اريد ان اخلع رداء الحزن وانتظر قدوم الفرح .
ولكن ! من اين يأتى الفرح ؟
ونحن نذرف الدماء ازاء مشاهد القتل والتدمير التى اصابت اخواننا الفلسطينيين قبل بداية العام الجديد على ايدى عصابة الاحتلال الصهاينة المجرمين.
ولكن ! من اين يأتى الفرح ؟
ونحن نرى المجازر والمحارق والمذابح دون التحرك للتصدى لها واكتفينا بتشكيل اللجان او القاء الكلمات او الخطب او الوقفات الاحتجاجية او الشجب او التنكيل ، ونسينا ما يجب ان نقدمه لاشقائنا الفلسطينيين الموجودين تحت حصار النيران الاسرائيلية القذرة .
فاذا لم تتحرك الجامعة العربية لعمل اى شىء اليوم فمتى ستفعل شيئا !
واذا لم تتحرك الجموع العربية والاسلامية اليوم فماذا تنتظرون من اسرائيل ؟
اسرائيل التى لا تؤمن بالاتفاقات او المعاهدات وسرعان ما تتراجع فنذ وعد بلفور 1917 واسرائيل تتورم كالسرطان فى الجسد العربى ، وتاريخها حافل بقائمة من هذة التراجعات لأن اليهود ليس لهم عهد ولا ميثاق ، وموقفهم الان اكبر دليل على ذلك .
فالحرب هى اللغة الوحيدة التى تفهمها وتجيدها اسرائيل ، اذا فالقوة هى الوسيلة الوحيدة لاقرار السلام فى المنطقة وبدون قوة سيتحول العرب الى عبيد او لاجئين . ويخطأ اى عربى  اذا اعتقد انه بمنجاة عن الشر ، فهل يظن اولئك الذين يبعدون مركز القتال انهم بمنجاة من شر اليهود ، ان كانوا يظنون ذلك فهم خاطئون كل الخطأ.
اطماع اسرائيل لا تقف عند حد ، فكل ما يسعى اليه اليهود هو بسط نفوزهم من النيل الى الفرات ، فاسرائيل تسعى جاهدة لتكوين امبراطورية تضم بين جنباتها مكه والمدينه ولن يتورع اليهود يوم ذلك عن نبش قبر الرسول صلى اله عليه وسلم وما هذا عليهم بغريب . اليسوا هم الذين نبشوا ونقبوا فى المسجد الاقصى بالقدس . فافيقوا يا عرب !!
تضامن المسلمين والعرب معا هو اكبر خطر على اسرائيل ، فلولا اختلاف الدول العربية فيما بينها لمحيت اسرائيل ولما بقى لها وجود .
وقد اعترف زعماء العالم وزعماء اسرائيل ان اكبر مساعد على بقاء دولتهم وثباتها هو " الخلافات العربية " ولذلك فأن اسرائيل والصهيونية تسعى دائما وبآساليب مختلفة الى ابقاء الخلاف بين العرب انفسهم وبين العرب والدول الاسلامية . اما الشيوعية فهى عدو طبيعى لكل دعوة تقوم على الدين لان التطبيق للشيوعية يستهدف محو الدين واعلان الالحاد .
فعلى الساحل الشرقى للمتوسط قامت دولة اسرائيل التى فرضتها الدول الكبرى على العرب .. فاذا بها شوكة فى جسم العرب تدمى جسمهم وتسبب لهم كل يوم ازمات جديدة وان كانت هى نفسها تعيش فى دوامة من الازمات الداخلية على الرغم من استخدام نفوذ الصهيونية العالمية واموالها الطائلة . فماذا ننتظر !!
هل ننتظر مجلس الامن الدولى الذى اجتمع وانفض على اعتراض من سفير الولايات المتحدة وبريطانيا على مشروع القرار لانه لم يشر الى هجمات حماس الصاروخية على اسرائيل والتى هى السبب الرئيسى فى بدء موجه العنف الاخيرة ؟ ام ننتظر رأى الولايات المتحدة الامريكية التى رأت انه يجب ترك الامر الى اسرائيل وحماس ليتوصلوا الى هدنه دون فرضها بقرار دولى ؟
ام ننتظر ما قالته جايرييلا شاليف السفيرة الاسرائيلية لدى المنظمة الدولية لتقول لنا ان ماتفعله اسرائيل هو مجرد دفاع عن النفس وانها ستواصل اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية نفسها ضد الارهاب ؟
والا اذا شئنا الا نخدع انفسنا فعلينا ان نعترف بعبارات ملأها الخجل والاسى ان الامم العربية والاسلامية فى محنتها الفلسطينية تستغيث بعصابة الامم المتحدة فى الوقت الذى يسكت العدو بلسانه وينطق بمدفعه ويحرق ويدمر كل شىء !!
                                                             عاطف طلب